
بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
في هذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تُحيّي نقابة الصحفيين السودانيين عضويتها المنتشرة داخل وخارج السودان، مجددةً عهدها الراسخ بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وعلى رأسها حرية الصحافة والتعبير، باعتبارها الركيزة الأولى لحماية الديمقراطية وسيادة القانون.
الزملاء والزميلات الأعزاء
يأتي هذا اليوم وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة تعصف ببلادنا، إذ دخلت الحرب شهرها العشرين، مخلّفةً وراءها دمارًا شاملاً وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان طالت الملايين. وقد وقع الصحفيون والصحفيات في قلب هذه المحنة، ودفعوا ثمنًا باهظًا من حياتهم وأمنهم ومعيشتهم.
لقد تدمرت 90% من البنية التحتية للإعلام السوداني بفعل الحرب والنّهب المنظم، مما أدى إلى توقف المؤسسات الإعلامية تمامًا عن العمل، وتشريد أكثر من ألف صحفي وصحفية، وفقدانهم وظائفهم وسبل عيشهم. كثيرون اضطروا إلى النزوح القسري، بينما اضطر آخرون إلى ترك المهنة والبحث عن مصادر دخل بديلة، في تراجع مهني وإنساني صارخ.
على مدار الأشهر الماضية، وثّقت النقابة حجمًا مروّعًا من الجرائم والانتهاكات ضد الصحفيين:
ما لايقل عن 500 صحفيًا وصحفية تعرّضوا للقتل أو الاعتقال أو التعذيب أو تدمير مؤسساتهم.
مقتل 15 صحفيًا وصحفية على الأقل، وإطلاق النار مباشرة على 28 صحفيًا وصحفية.
ما يقارب 30حالة اعتداء ونهب ممتلكات، من بينها 3 صحفيات.
مالا يقل عن 65 حالة اختفاء قسري واختطاف واعتقال تعسفي، و20 تهمة كيدية بدعوى الانتماء إلى جهات عسكرية.
إضافة إلى ذلك، تم قطع الإنترنت والاتصالات عن 80% من السودان، مما فرض عزلة إعلامية خانقة وزاد من صعوبة نقل الحقائق وكشف وتوثيق الجرائم والانتهاكات المُروعة.
أما الصحفيون في مناطق النزوح واللجوء، فقد وجدوا أنفسهم في مواجهة معاناة متعددة الأبعاد، بين التحديات المهنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. بالإضافة لفقدان الشبكات المهنية، وصعوبة التكيف مع بيئات عمل جديدة، وحواجز اللغة، وغياب التصاريح القانونية، كلها أضافت عبئًا ثقيلًا على كواهلهم.
الصحفيون والصحفيات
تُشدّد النقابة على أن الحرب ليست سوى بيئة خصبة للإجرام والقمع، ومن هنا فإن وقفها فورًا ودون تأخير بات ضرورة إنسانية ملحة. وإذ تدعو النقابة كافة الأطراف السودانية إلى سلام عادل يضع حدا لهذه المأساة، فإنها تُطالب بتشكيل آلية دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات، وضمان محاسبة الجناة واسترداد حقوق الضحايا.
كما ترفع النقابة صوتها عاليا تضامنا مع الصحفيين حول العالم الذين يواجهون تحديات مشابهة، مؤكدةً أن حرية الصحافة ليست ترفا، بل حجر الأساس لبناء مجتمع عادل وديمقراطي.
في هذا اليوم، تُجدّد نقابة الصحفيين السودانيين التزامها الأصيل بالدفاع عن الصحفيين وحق الشعب السوداني في الوصول إلى المعلومات والعيش بكرامة، مؤمنةً بأن الكلمة الحرة هي السلاح الأقوى لتحقيق العدالة وإرساء السلام.
عهدنا مستمر، ونضالنا لا ينكسر.
نقابة الصحفيين السودانيين
10 ديسمبر 2024